أكلمام أزكزا: صرخة الطبيعة بين الجمال والجفاف
تقف بحيرة أكلمام أزكزا، جوهرة الأطلس المتوسط في إقليم خنيفرة، شامخة بجمالها الآسر، محاطة بغابات الأرز الكثيفة التي تكتسي المنحدرات كسترة خضراء داكنة. تُظهر صورتنا الأخيرة جزءًا من هذا المشهد البانورامي الساحر، حيث السماء الزرقاء المرصعة بالغيوم البيضاء تحتضن الأفق فوق القمم المكسوة بالأشجار.
لكن النظرة المدققة تكشف عن تحدٍ بيئي مؤلم: الجفاف.
المنطقة الواقعة بين حافة المياه وخط الأشجار ليست سوى شاطئ موسّع، أرض كانت في وقت مضى مغمورة بالمياه، وهي الآن عارية وجافة وتغير لونها إلى البني والترابي. منسوب المياه تراجع بشكل ملحوظ، تاركًا خلفه مساحات واسعة تُشير بوضوح إلى الأثر القاسي لتوالي سنوات الجفاف وقلة التساقطات المطرية والثلجية التي يعاني منها المغرب.
إن بحيرة أكلمام أزكزا، المعروفة بكونها إحدى أعمق البحيرات في المنطقة وتُعد رمزًا حيويًا للتنوع البيولوجي، تبعث اليوم برسالة واضحة: هي بحيرة تقاوم شبح الاندثار. هذا التراجع ليس مجرد تغير في المشهد الطبيعي، بل هو إنذار بتأثر النظام البيئي للبحيرة والموارد المائية الجوفية التي تغذيها.
إن مشهد تراجع المياه يدعونا جميعاً – من سلطات محلية وزوار وسكان – إلى تحمل المسؤولية تجاه هذا الكنز الطبيعي. يجب أن تكون هذه الصورة حافزاً لمضاعفة جهود حماية البيئة، وترشيد استهلاك المياه، والعمل على إيجاد حلول مستدامة للحفاظ على ما تبقى من زُرقة أكلمام أزكزا قبل فوات الأوان.













