أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

الحصان الأمازيغي: سفير التبوريدة ورمز الفروسية في جبال الأطلس بخنيفرة


الحصان الأمازيغي: سفير التبوريدة ورمز الفروسية في جبال الأطلس بخنيفرة

في قلب إقليم خنيفرة، لا يُعتبر الحصان مجرد حيوان، بل هو شريك في التاريخ، ورفيق في المقاومة، ورمز للرجولة والشجاعة. نتحدث هنا عن **الحصان البربري (Barb Horse)**، سلالة عريقة تشكل العمود الفقري لثقافة الفروسية الأمازيغية، خاصة لدى قبائل زيان في الأطلس المتوسط.

هذا المقال  سيسلط الضوء على هذا الكنز الوطني، تاريخه العريق، سماته الفريدة، وارتباطه الوثيق بأجواء الاحتفالات والتبوريدة (الفروسية التقليدية) في المنطقة.


1. الأصول العميقة: الحصان البربري والتاريخ

تعود جذور الحصان البربري إلى آلاف السنين، وهو من أقدم سلالات الخيول في العالم، حيث يعتقد أن أصوله تعود إلى ما قبل ظهور الخيول العربية. يتميز الحصان الأمازيغي بتاريخ حافل؛ فقد كان شريكاً في فتوحات شمال إفريقيا والأندلس، واشتهر بـ:

  • القدرة على التكيف: صموده وقدرته على تحمل التضاريس القاسية لجبال الأطلس وصحراء المغرب القاحلة.
  • الذكاء: يمتلك ذكاءً فطرياً وطاعة عالية، مما يجعله مثالياً لتدريبات الفروسية المعقدة مثل التبوريدة.

2. التبوريدة (Fantasia): روح الحصان الأمازيغي

تُعد **التبوريدة**، المعروفة عالمياً باسم "فانتازيا"، هي الساحة الحقيقية التي يبرز فيها جمال وقوة الحصان الأمازيغي. إنها طقس احتفالي وشكل من أشكال القتال الحربي القديم الذي يحاكي المعارك. تتجلى أهمية الحصان البربري في التبوريدة من خلال:

طقوس الإعداد والعرض:

  1. الإتقان والتناغم: يُدرب الفرسان (الركبة) على الانطلاق في خط مستقيم، والتحكم في إيقاع الجري، وإطلاق البارود في لحظة واحدة متناغمة (الطلقة الواحدة).
  2. الزينة واللباس: يُزين الحصان بسرج مطرز يدوياً فاخر (السروج المغربية التقليدية) والألبسة الجلدية الملونة، بينما يرتدي الفرسان الجلابيب التقليدية والبرانس، مما يعكس الألوان الغنية لتراث المنطقة.
معلومة زيانية: تشتهر قبائل زيان في خنيفرة بمهارتها العالية في الفروسية والتبوريدة، ويُقام في المنطقة موسم سنوي لاستعراض مهارات الركبة، حيث يتوافد الجمهور لرؤية الحصان الأمازيغي في أبهى حلة.

3. السمات الجسدية للحصان الأمازيغي

يتميز الحصان البربري بخصائص جسدية فريدة مكنته من البقاء لقرون كأفضل خيول الحرب والترحال:

  • البنية القوية: على الرغم من أنه أقل حجماً من بعض السلالات الأوروبية، إلا أنه قوي البنية، بظهر قصير وصدر عميق وقوي.
  • الذيل المنخفض: يتميز بذيل منخفض نسبياً، يجعله أكثر ثباتاً وراحة لركاب المسافات الطويلة.
  • الطاعة والهدوء: يُعرف بهدوء طبعه وطاعته الفائقة لمدربه، مما يجعله مثالياً للفرسان المبتدئين والمحترفين على حد سواء.

4. الحصان البربري وإرث المقاومة في خنيفرة

يرتبط الحصان الأمازيغي ارتباطاً مباشراً بتاريخ المقاومة في منطقة الأطلس. فعندما قاد موحا أوحمو الزياني مقاومة الاحتلال، كان سلاحه الأساسي هو سلاح الفرسان الذي يعتمد على الحصان البربري لقدرته على المناورة في التضاريس الجبلية المعقدة والتحرك السريع بين الوديان.

زيارة مآثر خنيفرة التاريخية، مثل منطقة **أجدير**، تذكرنا دائماً بالدور البطولي الذي لعبه هذا الحصان في الحفاظ على استقلال المنطقة وكرامتها.

كيف يمكنك رؤية الحصان الأمازيغي في خنيفرة؟

  • المواسم والاحتفالات: أفضل فرصة هي زيارة المنطقة خلال المهرجانات والمواسم المحلية الصيفية التي تُقام فيها عروض التبوريدة.
  • النوادي الريفية: بعض المزارع والنوادي السياحية في محيط خنيفرة توفر دروساً وركوباً للخيل البربري.

خاتمة

الحصان الأمازيغي ليس مجرد سلالة خيول، بل هو جزء من التراث الحي الذي تستطيع لمسه وتجربته في خنيفرة. إنه يمثل الأصالة والشجاعة التي تميزت بها قبائل الأطلس، ويبقى سفير المغرب في الفروسية التقليدية.

هل حضرت عرض تبوريدة من قبل؟ شاركنا أكثر ما أعجبك في هذا المشهد الفروسي الرائع!

Khenifra ph
Khenifra ph