المقر الصامت: شاهد على حقبة الحماية وتاريخ المقاومة في الأطلس المتوسط
في قلب المدن المغربية القديمة، تقف بعض المباني كصناديق سوداء تحفظ ذكريات الماضي وتفاصيل المراحل التاريخية الحاسمة. المبنى الظاهر في الصورة هو أحد هذه المعالم، حيث يمثل بمظهره المعماري الشامخ - وإن كان مهملاً اليوم - نقطة محورية في تاريخ منطقة الأطلس، ومركزاً لقرار عسكري وسياسي امتدت تبعاته لعقود.
هذا المبنى ليس مجرد "بيت قديم"، بل هو مقر القيادة الذي شهد لحظات الصراع والتوتر بين القوات الأجنبية ومقاومة قبائل زيان الأمازيغية. في هذا المقال، نغوص في دلالات هذا المعلم، ونستكشف دوره في فترة الحماية، وندعو إلى ضرورة الحفاظ على هذا التراث المعماري والتاريخي.
الهندسة العسكرية: نظرة على بناء الحقبة الاستعمارية
يتميز هذا المبنى بأسلوبه المعماري الذي يجمع بين الوظيفة العسكرية الطارئة والطابع المحلي، وهو أمر كان شائعاً في مباني الإدارة خلال فترة الحماية. يمكن ملاحظة الخصائص التالية:
- الجدران السميكة: بُنيت الجدران بسمك كبير لتحمل ظروف المنطقة وتوفير الحماية.
- الأبواب المقوسة: الباب الخشبي الكبير ذو القوس المدبب هو نموذج للبوابات المغربية التقليدية، مما يضفي عليه طابعاً محلياً رغم وظيفته الأجنبية.
- السقف المائل: السقف القرميدي الداكن (أو المكسو بالصفائح) يساعد على مواجهة التساقطات المطرية وال
